نوايا النوم

فالله جعل النوم سباتا أي راحة لتستطيع أن تقوم للصلاة، إذ عم النوم لا يجعلك تستطيع عم شيء. قَالَ: قَالَ [ان لبدنك عليك حق] قالها سيدنا سلمان الفارسي  لأخيه أبي الدرداء عندما زاره فوجده قد انقطع للعبادة حتى أهمل حق زوجته وحق نفسه. فقال "إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ". وقد أقره رَسُولُ الله ﷺ  بقوله [[صدق سلمان]. وفي رواية: [إن سلمان أفقه منك]، وفي رواية: [لقد أوتي سلمان علما].

الراحة من أجل القدرة على قيام الليل، وصلاة الفجر، ومواصلة العمل في اليوم التالي فبدون النوم لا يستطيع القيام، فصار النوم في حكم قيام الليل، إذ مالا يتم الشيء إلا به فهو واجب.

فهنا يقاس كل شيء نافع وللنوم منافع كثيرة فهو يصحح البدن وينشط العقل.

فإن قلة النوم أو السهر لأوقات طويلة له تأثير بليغ في صحة الإنسان فتجعله شارد العقل ضعيف الجسم مصفر اللون.

 فهذه هي الفطرة التي خلق الله النوم من أجلها

. أي قطعا لأعمالكم.

 لعمل آخر وهذا أدعى لتحسين العمل فالله سبحانه يحب العمل الحسن لا الكثير

أي يختبركم. فما أجمل أن يجمع العبد بين الحسن والكثرة.

 وفيه كسب لحسنات كثيرة، ومن آداب النوم: 

• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ﷺ:

  ((إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ، وضَعْتُ جَنْبِي، وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ.)).

• عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا أراد أنْ يرقُدَ وضع يده اليمنى تحت خدِّه الأيمنِ ثمَّ يقولُ:

  ((اللهمَّ قِني عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك ثلاثَ مرَّاتَ))

النوم نعمة عظيمة امتن الله بها سبحانه على عباده لراحتهم وقطعا لأعمالهم وهي آية ومعجزة من آياته سبحانه وتعالى

ولا يقدر هذه النعمة إلا من حرمها بسبب مرض أو بعد سهر طويل أو يوم مليء بالمشقة والعناء، ولكي نحافظ على هذه النعمة لابد أن نحرص على ترتيب مواعيد النوم فيرتب على حسب مواقيت الصلاة خاصة صلاة الفجر أو قيام الليل ولا نضيع أوقاتنا في النوم لفترات طويلة تزيد على حاجاتنا وكذلك نحافظ عليها بالشكر فهو مفتاح الزيادة.

وهذه نوايا يستحب أن تنويها في النوم فهي بإذن الله تعالى تجعل هذه العادة عبادة، وهذا من شكرها والشكر لا يكون باللسان فقط بل بالقلب والجوارح